تابع تيليجرام علشان يوصلك الجديد @BreakMagEg
English
start-head-1
start-head-1 mobile
V-home-1
V-home-2

الخميس، أبريل 27، 2017

الباب الوهمى وعلاقة تقديم القرابين به « جسر يربط بين عالم الأحياء وعالم الموتى »

Break Team 0
الان يمكنك الكتابة في بريك. اضغط هنا لتفاصيل أكثر

نجد دائما فى المقبرة المصرية القديمة «بيت الأبدية» ما يعرف عند الأثريين بالباب الوهمى.
وقد أطلق الأثريون عليه بابا وهميا لأن شكله يبدو مثل باب ولكن لا يوجد به فتحة. فتخيلوا أنه لتضليل اللصوص. وهى فى الحقيقة فكرة ساذجة لا تتناسب مع العبقرية الهندسية والفنية الموجودة فى المقابر وكل الآثار المصرية.

كان الباب الوهمى عند القدماء المصريين هو أحد الوسائل لتجسيد فكرة السيمترية فى المقبرة.
والسيمترية هى نظرية تفترض وجود كون آخر، هو صورة مرآه معكوسه من الكون الذى نحيا فيه. وأن الانسان عندما يولد ثم يموت انما هو ينتقل بين الكونين. وقد استدل علماء الفيزياء على هذه الفرضية من تتبع الضوء، فاكتشف العلماء أن الكون يتمدد بسرعة الضوء وأن الضوء فى حالة سفر دائم فى كل الاتجاهات. ولكن هذا السفر يقف عند نقطة معينة ينكسر فيها الضوء ويعود مرة أخرى بشكل معكوس وكأنه اصطدم بمرآه تقع على حافة الكون.

ومن هذه المعلومة الفيزيائية جاءت فرضية أن «حدود الكون مرآه، وأن هناك كون آخر هو صورة مرآه معكوسه من الكون الذى نعيش فيه».

جسد المصرى القديم فكرة السيمترية «الكونين المتقابلين كصورة مرآه معكوسه» فى شكل الباب الوهمى، حيث نرى أن كل جانب من الباب الوهمى هو صورة مرآه معكوسه من الجانب الآخر. ولكن ما يلفت النظر بشده أنه فوق هذه السيمترية نجد منطقة وسطى تشبه الجسر، تقع فى المنتصف تماما، وكأنها تصل بين العالمين / الكونين. حيث تجلس كالمتوفى وأمامها مائدة القرابين لتتلقى عليها القرابين من عالم الأحياء.

كانت القرابين هى وسيلة الاتصال بين عالم الأموات وعالم الأحياء فى مصر القديمة، حيث كانت زيارة المقابر ومقامات الأولياء فى مناسبات فلكية معينة أحد أهم التقاليد التى حرص المصرى كل الحرص على الحفاظ عليها طوال التاريخ، وحتى يومنا هذا. فنجد فى التراث الشعبى الحرص الشديد على زيارة مقابر الأحبة والأهل الذين رحلوا، وأيضا زيارة مقامات الأولياء فى مناسبات معينة، وأهم ما يميز تلك الزيارات هو حمل القرابين وهى ما يعرف بالبلدى ب «طلعة القرافه». وتسمى المعجنات الذى تحمل فى زيارة المقابر «قرص القرافة».

كانت القرابين هى وسيلة تفعيل ال «آخ» «Akh». وهى أحد الأجسام التسعة للانسان، وهى الجسد المشع الذى يمكنه الانتقال بين العوالم. والدليل على ذلك من نجده فى آثار الملك سنوسرت الأول، الذى قال أنه عندما كان يبنى المعابد ويقدم القرابين لأوزير فانما هو يفعل ما من شأنه تفعيل ال «آخ»، أى اقامة الجسر بين عالم الأحياء وعالم الأموات.

ومفهوم القرابين ليس بالطبع لاطعام ال «كا»، فأجسام الطاقة الروحية لا تحتاج لطعام مادى، ولكن الفكره فى القرابين هى «المشاركة». فالزيارة الجماعية للمقابر ومقامات الأولياء هى مناسبة يجتمع فيها الأحياء والأموات، و يحمل الزائر الغنى المتيسر معه الطعام بنية اهداء هدية لروح المتوفى حيث «الهدية عنوان المحبة».

وبعد ذلك لا يترك الطعام فى المكان ليفسد بل يقدم للزائرين الآخرين الفقراء بنية طيبة، واذا لم يوجد فقراء يتشارك كل الزائرين فى تناول الطعام. هذه المشاركة وتقديم الطعام للآخرين بنية طيبة وبحب تتولد عنها موجات من الطاقة الايجابية، ويزيد من ايجابية تلك الطاقة أيضا مشاركة ارواح المتوفين هذه المشاعر الطيبة، فتحل عليهم البركة « با – رع - كا »، وهى جزء من الطاقة الحيوية للمتوفى ينقله للزائرين فيعود الزائر من تلك الزيارات محملا ببركة الأحباب الراحلين، وبحب الأحياء الذين شاركهم الطعام.

وتصوير الفنان المصرى القديم للمتوفى فوق سيمترية الباب الوهمى وفى المنطقة الوسط بين الكونين وهو يتلقى القرابين، انما هو اشارة الى أن القرابين هى الجسر الذى يربط بيننا وبين المتوفين فى العالم الآخر.
الان يمكنك الكتابة في بريك. اضغط هنا لتفاصيل أكثر
author
author-2 mobile
الموضوع التالي الموضوع السابق

تعليقات

يمكنك التعليق بـ الاسم/عنوان في حالة عدم وجود حساب

English version is available. Go to Break in English

Coprights © 2022 Break | Designed And Developed By HG 4 Design